طوال الفترة السابقة، كان خط معالجات الجيل الرابع عشر من Intel والمعروف باسم "Raptor Lake Refresh" غيره مهم لدى الغالبية العُظمى من المُستهلكين والمراجعين على حدٍ سواء، لكن اليوم الوضع مختلف قليلاً. فمن ناحية، لا يُقدّم معالجيّ Intel Core i9-14900K أو Intel Core i5-14600K الجديدين الكثير من التحسينات المهمة مقارنة بنظائرهما من الجيل الثالث عشر، مما لا يجعلها مُنتجات مُحفّزة للشراء. لكن من ناحية أُخرى، فهناك المعالج المركزي Intel Core i7-14700K الجديد -الذي بين يدينا اليوم-، والذي بكل تأكيد سيُقدّم لك بالفعل بعض التحسينات الحقيقية على أرض الواقع.

المُثير في الأمر هُنا ليس فقط التحسينات التي يُوفّرها المعالج الجديد فحسب، ولكن السعر الخاص بالمعالج أيضاً هو أحد الأمور المميزة فيه، حيث يأتي بنفس سعر معالج الجيل الثالث عشر وهو 409 دولارًا، مما يجعل المعالج المركزي Intel Core i7-14700K هو رمّانة الميزان في تشكيلة معالجات الجيل الرابع عشر Raptor Lake Refresh من Intel. فما الذي يُقدّمه هذا المعالج تحديداً ليجعل منه المعالج الأفضل في تشكيلة الجيل الرابع عشر؟ دعونا نعرف معاً...

نظرة على المعالج المركزي Intel Core i7-14700K

التصميم العام لمعالجات الجيل الرابع عشر

من ناحية التصميم، تم بناء معالجات الجيل الرابع عشر Raptor Lake Refresh على نفس عقدة التصنيع Intel 7 التي بُني عليها الجيل الثالث عشر، لذا فهي تتميّز واقعيّاً بـ 8 أنوية Raptor Cove P (أنوية الأداء العالي)، و16 نواة Gracemont E (الأنوية الموفّرة للطاقة)، منظمة في مجموعات (تتكون كل مجموعة منها من أربعة أنوية) و 36 ميجابايت من ذاكرة التخزين المؤقت L3 التي تتم مشاركتها بين مجموعات P-core وE-core.

تحتوي كل نواة P على ذاكرة تخزين مؤقت مخصصة من المستوى الثاني بسعة 2 ميجابايت، بينما تشترك كل مجموعة انوية E في ذاكرة تخزين مؤقت من المستوى الثاني بسعة 4 ميجابايت بين الأنوية. وقد قامت Intel بتصميم المعالج المركزي Intel Core i7-14700K من النسخ المُعدّلة من هذا القالب من خلال تمكين 3 من أصل 4 من مجموعات الأنوية الموفّرة (في أساس هناك 4 مجموعات كل مجموعة بها 4 أنوية ليكون المجموع هو 16 نواة E، وهو العدد الأقصى للأنوية كما أشرنا)، مما يمنح الشريحة 33 ميجابايت من ذاكرة التخزين المؤقت L3.

المواصفات التقنية للمعالج

عدد أكبر من ألأنوية من فئة E-cores

باعتباره معالج من سلسلة Raptor Lake Refresh، فإن المعالج المركزي Intel Core i7-14700K لا يختلف كثيرًا عن المعالج السابق من الشركة Intel Core i7-13700K. تستخدم كلتا الرقاقتين نفس قلب المعالج وتشتركان في العديد من المواصفات نفسها، ولكنك ستجد فرقًا أساسيًا واحدًا بين الاثنين. حيث يأتي Core i7-14700K مزودًا بإجمالي 20 نواة، ثمانية منهم من فئة الأداء (P-cores) وعشر أنوية من أنوية الطاقة (E-cores)، أي أنه يأتي مع أربعة نوى موفّرة E-cores أكثر من 13700K.

هذا التغيير الذي قامت به Intel، على الرغم من كونه بسيطاً من ناحية التصميم، إلا أنه سيؤدّي للمزيد من الأداء على أرض الواقع. تستخدم جميع معالجات Core i9 وCore i7 المكتبية نفس الحزمة الأساسية -عندما تكون الأنوية نشطة بالكامل- التي تحتوي على ثمانية أنوية P و16 نواة E ليصبح المجموع 24 نواة. تُمكّن Intel جمع هذه الأنوية في فئة معالجات Core i9، بينما يتم إلغاء تنشيط بعضها مع معالجات Core i7.


في العادة، تكون الأنوية التي تعطلها Intel شبه معيبة وغير قادرة على العمل بشكل طبيعي، وهذا أمر وارد حيث أن عيوب التصنيع هي أمر طبيعي، وتؤدي إلى عدم عمل بعض الأنوية بشكلٍ صحيح. لذا فإن حقيقة قيام Intel بتعطيل نصف هذه الأنوية الموفّرة من فئة E في معالجات Core i7-13700K قد تكون إمّا بسبب عوائد التصنيع، أو ببساطة لوضع فارق إضافي في القوّة بين معالج الفئة المتوسّطة العُليا Core i7-13700K ومعالجات الفئة الأعلى Core i9-13900K.

الجدير بالذكر هنا هو أن امتلاك معالج Core i7-14700K الآن 12 نواة إلكترونية (E-cores) نشطة بدلاً من ثمانية -كما هو الحال مع الجيل السابق- قد يشير إلى تحسن الإنتاجية في عمليات التصنيع. لذا فإن هذه التصميمات إمّا أنها نتيجة لعمليات تصنيع أفضل، أو أن الأمر ببساطة هو أن الشركة لم تعد ترى ضرورة للحفاظ على مسافة كبيرة في الأداء بين معالجات Core i7 وCore i9 بعد الآن في هذا الجيل. وأيّا كان السبب، فلا شك أن وصول معالجات Core i7 لهذه المستويات القريبة من معالجات الفئة العُليا، مع حفاظها على أسعار أقل هو أمر ممتاز للجميع!

ترددات أفضل على صعيد الأنوية

تمت أيضًا زيادة ترددات الأنوية بشكل طفيف، حيث كانت ترددات التعزيز تصل إلى 5.4 جيجاهرتز مع معالج 13700K من الجيل الماضي، لكن الآن نحن ننظر إلى 5.6 جيجاهرتز مع المعالج المركزي Intel Core i7-14700K الأحدث مع أنوية الأداء، في حين تتأرجح أنوية الطاقة بين تردد أساسي 2.50 جيجاهرتز، وتردد 4.30 جيجاهرتز للتعزيز باستخدام تقنية Turbo Boost Max 3.0.

بالطبع هذا الفارق لن يؤثّر بشكل مهول في الأداء على جميع الأصعدة، ولكنك ستُلاحظ الفارق بالتأكيد في بعض السيناريوهات المحددة مثل التطبيقات الخفيفة أو التي لا تحتاج لتعدّد الأنوية، وبالطبع الألعاب.

حدود طاقة أفضل

ربما يكون أفضل جانب في شرائح Core i7 في الجيلين الماضيين هو أنها تمتعت بحدود الطاقة كتلك الموجودة في فئة معالجات Core i9 من أجيالها. حيث يحصل معالج i7-14700K على حدود طاقة توربو قصوى (MTP) تبلغ 253 واط، أي أنها مساوية تماماً لتلك الخاصّة بمعالج i9-14900K. ولكن مقارنة مع معالجات Core i9، فإن معالجات Core i7 تأتي مع مجموعة أنوية E أقل (3 مجموعات من أصل 4 كما أشرنا)، أي أن هناك فائض في الطاقة، وهو الذي يتم ترجمته إلى تحسن طفيف في التعزيز لجميع الأنوية.

تحسينات للذكاء الاصطناعي وتوزيع المهام

تُعد تقنية "Intel Application Optimization" أو "APO" عبارة عن امتداد لتقنية الضبط الديناميكي (DTT) من Intel الخاصة بالألعاب. تتوفر هذه الميزة في طرازات مُختارة من معالجات الجيل الرابع عشر الأساسية، مثل i9-14900K/KF، وتوفر وسيلة لتقنية الضبط الديناميكي لتحسين تخصيص أعباء العمل لموارد الأجهزة المختلفة، مثل أنوية P-core، ودعمها باستخدام أعلى الترددات الممكنة.

تدعي Intel أن الميزة يمكن أن تؤدي إلى تحسينات في مُعدّلات الإطارات يمكن أن تصل إلى 13% في "Tom Clancy s Rainbow Six Siege"، أو حتى ما يصل إلى 16% في "Metro Exodus". يعمل تطبيق Intel Application Optimization من خلال تحسين جدولة مؤشر ترابط الجهاز وإدارة تخصيص موارد التطبيق في الوقت الفعلي. يتم دعم APO في لعبتين فقط في الوقت الحالي، وتعد شركة Intel باختبار الكثير من الألعاب وإضافة ملفات تعريف APO في المستقبل.

تقنية Intel Extreme Tuning Utility (XTU)

مع أحدث إصدار من Intel Extreme Tuning Utility (XTU)، تقدم Intel ميزة حصرية لمعالجات الجيل الرابع عشر غير المقفلة K، تسمى AI Assist. عند الإطلاق، ستكون هذه الميزة حصرية لمعالجات i9-14900K/KF، لكن Intel تعمل على توسيعها لتشمل معالجات الجيل الرابع عشر الأخرى.

يتطلب إضافة الدعم لكل طراز معالج جديد إجراء اختبارات صارمة والتحقق من الصحة، ولهذا السبب لا تتوفر الميزة في الوقت الحالي لجميع معالجات الجيل الثاني عشر/الثالث عشر/ الرابع عشر. وبشكلٍ عام، فإن ميزة مُساعدة الذكاء الاصطناعي هي ميزة ضبط أداء تلقائية تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتستخدم شبكة DNN مدعومة بالذكاء الاصطناعي مُدربة مسبقًا لفهم جهازك ومعرفة أفضل الإعدادات الممكنة.

دعم أفضل لذاكرة الوصول العشوائي (الرام)

تمت أيضًا زيادة مجموعات ذاكرة التخزين المؤقت من المستوى الثاني والثالث L3 وL2 بشكل طفيف، بمقدار 3 ميجا بايت و4 ميجا بايت على التوالي، وذلك بفضل الأنوية الإلكترونية المُضافة. ولا تزال سرعة الذاكرة القصوى المدعومة رسميًا هي نفسها دون أي تغيير يُذكر عند 5600 ميجاهرتز، وكذلك الحال مع المعالج الرسومي المُدمج (Intel UHD Graphics 770 IGP). هذا المعالج الرسومي يحتوي على 32 وحدة تنفيذ (EUs) ويعمل بتردد 1.6 جيجا هرتز على كل من المعالجين Core i7-13700K وCore i7-14700K.

يقال أيضًا أن معالجات الجيل الرابع عشر الأساسية تأتي مع تحديثات لوحدة التحكم في الذاكرة التي تدعم سرعات DDR5 أعلى، خاصة عند استخدام وحدات DIMM بسعة 12 جيجابايت و24 جيجابايت.

الأسعار والتوافر

تقوم Intel بتسعير المعالج المركزي Intel Core i7-14700K بسعر 409 دولارًا، ولكن يمكنك توفير 25 دولارًا عن طريق اختيار i7-14700KF، إذا لم تكن بحاجة إلى المعالج الرسومي المُدمج، وإنفاق المدخرات على مجموعة ذاكرة أو لوحة أم أفضل قليلاً.

تقييم أداء المعالج المركزي Intel Core i7-14700K

سيتم اختبارات المعالج المركزي Intel Core i7-14700K كما هي العادة على شكل قسمين رئيسين. سنقيس في الجزء الأول منها أداء المُعالج مع البرامج والتطبيقات المخُتلفة، والتي يعتمد بعضها على أداء النواة الواحدة، والبعض الآخر على تعدد الأنوية. ونقارنها بعد ذلك مع العدد من المعالجات الأخرى المنافسة. وبعد ذلك سنقيس أداء المُعالج مع الألعاب، ونقارنها مع المعالجات المنافسة أيضاً.

بعذ لك يأتي الجزء الثاني من مراجعة الأداء، وهو الخاص باستهلاك الطاقة، والأداء الحراري بشكل عام. وسنعرض فيه درجات الحرارة الخاصة بالمعالج في ثلاث سيناريوهات مُختلفة، مع برنامج Blender Rendering، والضغط الشديد على المُعالج باستخدام برنامج AIDA64، وأخيراً في سيناريوهات الألعاب.

منصة الإختبار وظروف التشغيل

حتى نقوم بتوحيد النتائج نقوم باستخدام مُنصة اختبار ثابتة في كل الاختبارات تقريباً، وإعدادات ثابتة أيضاً مع تغير القطعة المُراد تجربتها أو مُراجعتها، لذا ستكون المنصة كالتالي :

  • المُعالج : Core i7 14700K.
  • اللوحة الأم : ASUS ROG MAXIMUS Z690 HERO
  • الذواكر العشوائية : Corsair Dominator Platinum 32GB 2x16GB 5200MHz
  • قرص التخزين: Transcend SSD230S 2TB/XPG S50
  • البطاقة الرسومية: NVIDIA GeForce RTX 2080 Ti Founder s Edition
  • مزود الطاقة: DeepCool Gamer Storm DQ850-M
  • مُشتت الحرارة للمُعالج: Corsair ICUE H170i Elite LCD

فيما يتعلق بظروف التشغيل الخاصة باختبارات المعالجة المركزية للمعالجات مثل برامج الرندر والتعديل وتحويل الترميز، واختبارات الذواكر، فنستعرضها بالشكل التالي:

نظام التشغيل: استخدمنا أحدث نسخة من نظام التشغيل الأحدث Windows 11.

مستوى التشغيل Power Plan : نقوم هنا باختبار المعالجات في وضعية الأداء القصوى High Performance مع ترك خيارات حفظ الطاقة من البايوس على الوضع التلقائي أو Auto.

تردد التشغيل للمعالج : المعالجات المستخدمة جميعها تعمل بتردداتها المصنعيّة في تجربتنا.

النتائج مع برامج الانتاجية وصنع المحتوى

لا شك أن العدد الكبير من الأنوية له اليد العُليا في برامج التصيير والرندرة والبرامج الهندسية حالياً. وهو السبب الرئيسي وراء المنافسة الشرسة التي تُقدّمها معالجات إنتل في الفترة الأخيرة، حيث أنها توفّر عدد أكبر من الأنوية (بفضل تصميم أنويتها الجديد، ما بين أنوية طاقة وأنوية أداء). وهو بلا شك ما نراه مع معالجات الجيل الثاني عشر، وبشكل أكثر تحديداً مع الجيل الثالث عشر والرابع عشر.

كما نرى في النتائج، استطاع المُعالج تحقيق نتائج مُذهلة للغاية في جميع الاختبارات، وهنا أنا أتكلم عن أمر مُختلف تماماً. فمن ناحية الأداء الخام، سنرى المعالج ينافس بشكل واضح المعالجات الأكبر منه بلا هوادة. حيث حقّق نتيجة 34610 نقطة في إختبار Cinebench R23 المُتعدّد الأنوية، أي أقل بنسبة بسيطة فقط من معالجات Core i9 و Ryzen 9 الأعلى، ولكن باستهلاك طاقة وسعر أقل بكثير. وهو نفس الأمر الذي سنجده يتكرر مع الكثير من اختبارات تعدد الأنوية مع باقي التطبيقات.

لكن في المُقابل، وبالنظر لأداء النواة الواحدة، سنجد أن الأمور تختلف بعض الشيء. حيث بدأت رقعة الفارق بين المعالج وبين الفئات الأعلى تقل شيئاً فشيئاً، بالرغم من بقاء معالجات الفئة الأعلى متفوّقة بالطبع. لكن نحن نتكلّم هنا عن فوارق لا تتجاوز الـ10% في أقصى الحالات.

النتائج مع الألعاب


بالنظر إلى نتائج الألعاب، سنجد مرة أُخرى أن المعالج يُحقّق مستويات أداء ممتازة للغاية، تكاد تتفوّق على أي شيءٍ آخر في مجموعة معالجاتنا! نحن هنا نتحدّث عن مستويات أداء تُنافس معالجات الفئة العُليا من الجيل الماضي مثل Core i9 13900K، بل وحتّى معالجات الجيل الحالي من الشركة من فئة Core i9 مثل معالج Core i9 14900K.

أما عند المقارنة مع الفريق الأحمر، فالمعالج الجديد من Intel ينافس على القمّة! نعم يا عزيزي كما سمعت، المعالج يتفوّق على ترسانة AMD التي لدينا بالكامل تقريباً عدا معالجيّ الفئة الأعلى Ryzen 9 7950X و Ryzen 9 7950X3D اللذان يتساوى معهما تقريباً في الأداء. لكن وحتّى لا تصل لك الصورة بشكلٍ خاطيء، فإن نتائج الألعاب عموماً لا تختلف كثيراً بين كل تلك المعالجات الموجودة. لكن لا ضير من القليل من التفوّق، أليس كذلك؟

درجات الحرارة واستهلاك الطاقة

حسناً، لا شك أن المعالج المركزي Core i7-14700K الجديد هو أحد الوحوش الكاسرة من حيث الأداء العام وكسر السرعة. لكننّا لازلنا نتحدّث عن نفس المعمارية وعدد أكبر من الأنوية، لذا فلابد أن هناك ثمن تم دفعه مقابل دفعة الأداء هذه. وللأسف هذا الثمن هو درجة الحرارة واستهلاك الطاقة. وفي السطور القليلة القادمة سأوضّح لم أقول ذلك.

خلال هذا الاختبار سنقوم بقياس درجات الحرارة على ثلاثة مراحل مختلفة وهي:

AIDA64: البرنامج الأول للاختبار الذي يقوم بالضغط على المعالج بشكل مُكثف لفترة كافية (حددتها بعشر دقائق لكل المعالجات الموجودة في الرسم البياني).

  • الرندرة على Blender: سيكون الوضع الثاني هو اختبار الحرارة مع عملية الرندر مع برنامج Blender التي تستهلك كل انوية المعالج بدرجة كبيرة .
  • الألعاب: الاختبار الثالث سيكون حرارة المعالج مع الألعاب على دقة العرض 4K مع البطاقة RTX 4080 TI.

تحليل النتائج

درجات الحرارة مع هذا المعالج مرتفعة بالفعل، وكما أشرنا للتو فإن السبب الرئيسي في ذلك هو الترددات الأعلى وعدد الأنوية الأكبر على نفس الشريحة. نحن هنا نتحدّث عن 89 درجة مع الألعاب، وحوالي 100 درجة مئوية مع برنامج الضغط Blender وغيره من برامج الضغط، أي أنك مع عمليات التصيير المُهلكة ستصل إلى درجات الحرارة تلك بشكلٍ مُتكرّر. أمّا مع برنامج Aida64 فقد تراجعت درجات الحرارة قليلاً إلى بدايات الثمانينات مُسجّلةً 81 درجة.

بالنظر إلى نتائج المعالجات الأُخرى التي معنا في المراجعة، سنجد أن المعالج يتفوّق على معالجات AMD جميعها في الحرارة، وهنا أقصد أنه يُسجّل درجات حرارة أعلى منهم، حتى من معالجات الفئة العُليا Ryzen 9. وبالمقارنة مع معالجات Intel نفسها، سنجد أن المعالج يُنافس معالجات Core i9 في عمليات الشواء المُلتهبة!!

الأمر نفسه سنراه مع استهلاك الطاقة، فبالرغم من أن المعالج سيُقدّم لك أداء مُريح للقلب والعين، إلا أن ذلك سيأتي على حساب الحرارة (التي ستتطلّب منك مُبرّداً قويّاً للغاية) واستهلاك الطاقة الذي وصل معنا إلى 318 واط، أي أكثر من كل معالجات AMD في أقصى حالات الاستخدام، ليقترب كثيراً من معالجات Core i9.

التقييم والحكم النهائي على المعالج المركزي Intel Core i7-14700K

حسناً، بشكلٍ عام يُمكننا القول أن معالجات الجيل الرابع عشر Raptor Lake Refresh من Intel كانت مُحبطة بعض الشيء مع فئتيّ Core i5 وi9، حيث أنها لم تُقدّم أي جديدٍ يُذكر على الساحة. لكن معالج Intel Core i7-14700K يُعد استثناءً مع التحسينات المعقولة التي جاء بها. فعلى عكس معالجيّ Core i5-14600K وCore i9-14900K اللذان حصلا على دفعة بسيطة في التردد دون أي تأثير حقيقي على الأداء، فقد حصل المعالج المركزي Intel Core i7-14700K على دفعة واضحة مع الأنوية الأربعة الإضافية.

بالطبع حتى هذه التحسينات ليست تلك التي تأملها مع جيل جديد من المعالجات، ولكنها معقولة في حال نظرنا للجيل الجديد على ما هو عليه في الحقيقة (أي أنه عبارة عن جيل مُحدّث فقط)، لتحصل على بعض التحسينات بدون الحاجة لتغيير المنصّة أو دفع المزيد من المال، وهذا التحديث يُقدّمه المعالج المركزي Intel Core i7-14700K أكثر من أي معالج آخر في الجيل الرابع عشر (حتى الآن).

من ناحية الألعاب فحسب، لا أستطيع أن أنصح أي شخص يمتلك معالج من الفئة المتوسّطة من الجيل الثاني عشر، أو حتى الحادي عشر بالترقية، ففارق الأداء لن يُبرّر فارق السعر الذي ستدفعه، خاصّة أنك ستحتاج للوحة أم جديدة. ولكن مع برامج تصيير المحتوى وما شابه، فلا شك أن أنوية i7-14700K الإضافية ستكون مفيدة أثناء القيام بمهام متعددة الأنوية، مثل العمل مع برنامج Photoshop، أو عمليات تصيير ورندرة مهام الوسائط.

فمع عدد أنوية أكبر (8 أنوية أداء P و12 نواة موفّرة E، بمجموع 28 خيط معالجة)، وترددات أعلى (ليصل الآن إلى 5.6 جيجاهرتز مع اثنين أو أقل من الأنوية النشطة، و5.5 جيجاهرتز مع ثلاثة أنوية أو أكثر)، حصل المعالج على دفعة جيدة للغاية في الأداء الأُحادي والمُتعدّد الأنوية. هذه الزيادة تجعل المعالج يتفوّق على معالج الجيل الماضي 13700K بحوالي 6%، ويقترب من معالج Ryzen 9 7950X3D ليُصبح الفارق بينهم فقط 4% لصالح AMD.

بعيداً عن حيّز الأداء، أعتقد أن أكبر تغيير تقني يُمكننا أن نلاحظه مع الجيل الجديد هو الإعلان عن تقنية Intel Application Optimization، أو "APO"، التي تعمل على تنظيم عمل الأنوية الأقوى مع الألعاب. لكن الدعم الخاص بها في الوقت الحالي يكاد يكون غير موجود (موجودة فقط مع لعبتين قديمتين).

الأمر نفسه ينطبق على بقيّة معالجات AMD Ryzen 7 التي لا تستطيع منافسة معالج Intel في التطبيقات (بالرغم من اقترابها منه في الألعاب)، وحتى مع معالجات Core i9 التي تتفوق بنسب قد تصل في بعض الأحيان إلى 10% ولكن بفارق سعر يصل إلى 40%. وبالنظر لخارطة أسعار المعالجات في الوقت الحالي، يُمكننا القول أن المعالج الوحيد الذي يُنافس معالج Intel هو معالج 7800X3D من AMD، والذي يتفوّق على عرض إنتل في الألعاب ومن حيث الطاقة والحرارة، ولكنه يتراجع في التطبيقات المُتعدّدة الأنوية والإنتاجية.

لكن وبالرغم من تفوّق 7800X3D في الألعاب بفارق طفيف، إلا أن معالج إنتل سيكون أفضل في حال كُنت تستخدم جهازك للألعاب والعمل في نفس الوقت. الأمر الذي يجعلنا ننظر إلى المعالج المركزي Intel Core i7-14700K على أنه واحد من أفضل المعالجات المركزية الموجودة في الوقت الحالي…في حال أهملت درجات الحرارة واستهلاك الطاقة المرتفعين!