اشتهر استوديو Deck13 في العشرة سنوات الأخيرة بالتركيز على ألعاب الـ Souls-like من Lords of the Fallen إلى سلسلة The Surge، والآن يأتينا بلعبة Atlas Fallen التي تمزج أسلوب لعب تقمص أدوار سريع مع Hack and Slash و Souls-like لتُقدم تجربة مختلفة ومميزة. رغم أن بدايات اللعبة جعلتني متفائلاً ومستمتعًا بالتجربة لأقصى حد، إلا أن التجربة الكلية لم تصل للمستوى المطلوب بالنسبة ليّ، وأصبحت Atlas Fallen واحدة من أكثر الألعاب المُخيبة للآمال في عام 2023!

قصة Atlas Fallen شبه معدومة!

استوديو Deck13 أراد صُنع lore وقصة لها تاريخ كبير في هذا العالم، ولكنه فشل في ذلك، حيث تتحدث القصة عن صراع قديم بين الآلهة، والذي بدوره أدى إلى تدمير العالم بسبب غرورهم. الآن نحن الـ Gauntlet Bearer يجب علينا التعاون معًا من أجل القضاء على الإله الذي يحكم العالم Thelos حتى نُعيد العالم إلى مساره الصحيح مجددًا.

المشكلة هنا أن القصة شبه معدومة وليست مهمة على الإطلاق مع وجود الكثير من الشخصيات الغير مهمة والتي لن تتذكر اسمها بعد أن تراها بخمسة دقائق. الاستوديو لم يستطع بناء العالم بالطريقة السليمة خاصةً وأن وضع أساسيات lore قوي يحتاج لكتابة أفضل من ذلك بكثير. لن أحرق عليكم اللعبة، لكن نهايتها هي واحدة من أسوأ النهايات التي رأيتها في الآونة الأخيرة، بالإضافة إلى أن كافة أحداث القصة يتم شرحها عن طريق عروض بأسلوب الكتب المُصورة بدون مقاطع سينمائية!

أتريدون معرفة كيف تسير قصة Atlas Fallen؟ حسنًا باختصار القصة كالآتي: اذهب لهذه المنطقة، قم بتجميع 3 شظايا لتقوية القفاز الخاص بك، اقضي على مجموعة من الزعماء واذهب للمنطقة التالية. يتم تكرار هذا الأمر حوالي 4 مرات تقريبًا، وتلك هي كافة أحداث Atlas Fallen التي يتم دمجها مع عروض الكتب المُصورة الغريبة.

مشكلتي الأكبر مع القصة تتمحور في عمر اللعبة، حيث أوضح الاستوديو أن اللعبة تطلب بين 15 لـ 20 ساعة للانتهاء من مهام القصة، ولكنني تمكنت من إنهائها في غضون 9 ساعات لعب تقريبًا، ووصلت مدة اللعبة الكاملة لحوالي 11 ساعة حيث أتممت بعض المهام الجانبية لأرى ما تُقدمه لعالم اللعبة (وهو ليس بكثير أبدًا).

باختصار، قصة Atlas Fallen متواجدة فقط لخدمة أسلوب اللعب بشكل أساسي، لكن هذا بدوره خلق مشكلةً أخرى مع وجود الكثير من العيوب في نظام اللعبة وتصميمها نفسه، فدعونا نتحدث بتفصيلٍ أكثر عن عالم اللعبة وأسلوب اللعب.

أسلوب لعب ممتاز يعوقه تصميم عالم ممل

الحركة في Atlas Fallen سلسة وومتعة

لعل أكثر شيء نجح استوديو Deck13 في تقديمه مع لعبة Atlas Fallen هي الحركة نفسها في اللعبة حيث يمكنك حرفيًا التزلج على الرمال بسرعة للانتقال من النقطة أ للنقطة ب بدون الشعور بالملل أو الوقت. الحركة هي الأساس هنا، وتم بناء أسلوب اللعب والاستكشاف عليها، وتلك من المرات القليلة التي وجدت نفسي أنتهز كل فرصة أمامي حتى أستمتع بنظام الحركة وأرى كيف يمكنني تجاوز المناطق والوحوش والقفز والقيام بحركات بهلوانية رائعة.

الكومبات نفسه بدأ في أول اللعبة كتجربة Souls-like، ولكن بفتح المزيد من القدرات والأسلحة ينقلب إلى نظام Hack and Slash مثل Devil May Cry أو Final Fantasy مثلاً. الكومبات سريع وممتع، لكن للأسف تصميم الوحوش يظل ثابتًا طوال أحداث اللعبة، مع تقديم نفس الزعماء تقريبًا مرارًا وتكرارًا حيث يقوموا بنفس الحركات ووضعيات القتال، لكن اللعبة تُصعب الأمر على اللاعب بجعل مستوى حياتهم أعلى وهذا تصميم كسول!

كيف تتبنى اللعبة فكرة تقمص الأدوار (RPG)؟

ستتمكن في بداية اللعبة من صُنع شخصيتك واختيار جنسها وشكلها وكل شيء تريد تغييره مثل أي لعبة RPG أخرى، ولكن بعد ذلك تتحول اللعبة لتجربة أكشن عادية نسبيًا، فلا توجد خيارات حوارات مؤثرة على الأحداث ولا نرى أي شيء يُعبر عن ألعاب تقمص الأدوار بحق. كل ما تقدمه اللعبة هو إمكانية الاختيار بين ثلاثة أسلحة وبعض الملابس والدروع وتغيير الـ Skills المُتاحة لك حسب أسلوب لعبك.

يمكن قول أن نظام تقمص الأدوار هنا هو نسخة مُبسطة من أي لعبةٍ أخرى، ولم تحاول اللعبة خلق فكرة جديدة كليًا لخدمة أسلوب اللعب الرائع الذي تُقدمه، بل اعتمدت على أنظمة اعتدنا عليها في كل الألعاب مما جعل التجربة مُكررة على مدار العشرة ساعات التي قضيتهم فيها.

التكرار يطارد كل شيء في اللعبة

للأسف لعبة Atlas Fallen تعاني من التكرار في الكثير من الأمور أولهم تصميم العالم وهو من أكثر تصميمات العالم كسلاً التي رأيتها في حياتي. رغم اختلاف المناطق وانتقالنا لأكثر من Region جديدة طوال أحداث اللعبة، إلا أن الشكل العام واحد تقريبًا ومعظم الوقت ستجد نفسك تتحرك بين الرمال.

نفس الأمر ينطبق على منظومة المواجهات، فكل الزعماء تقريبًا لديهم نفس الحركات القتالية وفي النصف الثاني من اللعبة ستجد نفسك تضغط على زرار الضرب مرارًا وتكرارًا بدون أي تفكير أو حساب للموقف. اللعبة تصبح مملة بمرور الوقت، ومنظومة القتال تفقد بريقها الذي لمع عاليًا في بداية ساعات اللعب. ومن المؤسف أن أرى الاستوديو يأخذ اتجاه زيادة حياة الأعداء لجعل التجربة أصعب بدلاً من ابتكار مواجهات جديدة أو أعداء مختلفين!

ضفّ على ذلك أن كل الألغاز تقريبًا هي كوبي بيست طوال أحداث اللعبة، فكل ما عليك فعله هو تشغيل آلة مُعينة، والتي بدورها تقوم بتفعيل آلة أخرى بعيدة يجب عليك أن تركض ناحيتها، وتفعل ذلك الأمر حوالي خمسة أو ست مرات تقريبًا حتى تنتهي من حل اللغز. حرفيًا كل الألغاز في اللعبة مبنية بنفس الأسلوب والأمر مزعج.

أوه كدت أنسى المهام الجانبية، وسبب نسياني لها هو أنها غير مهمة على الإطلاق وكان من الأفضل ألا تتواجد في الأساس! اللعبة تطلب منك القيام بنفس الشيء في كل المهام لدرجة أننا كنا نتوقع ما ستقوله لنا الشخصيات قبل أن تفعل ذلك. كسل رهيب في تصميم المحتوى الجانبي جعلنا لا نفكر في العودة إليه بتاتًا بعد أن قضينا معه حوالي ساعة ونصف.

اللعب التعاوني ينقذ الموقف

لعل أكثر شيء استمتعت به في لعبة Atlas Fallen هو تجربتها مع أحد أصدقائي النُقاد حيث قمنا بتختيم اللعبة كلها سويًا، وسعدت عندما علمت أن التقدم في اللعبة يتم حفظه عند الطرفين وليس عند طرف واحد فقط مثل معظم الألعاب التي صدرت في الآونة الأخيرة. اللعبة تدعم التجربة التعاونية لشخصين فقط، ولذلك يمكنك الاستمتاع بالتجربة مع واحدًا من أصدقائك وهذا بالتأكيد يزيد من المتعة العامة.

أعجبني أيضًا أن اللعبة تعلم بوجود شخصين يلعبون ولذلك ستجد كل الحوارات واللقطات السينمائية يتواجد فيها اللاعبين وهم يقومون بأشياء مختلفة، وهذا دليل على اهتمام استوديو Deck13 بهذا الشق من التجربة.


للأسف، التجربة التقنية لم تكن مثالية

لعل أكثر شيء مبهر من الناحية التقنية هي رسومات اللعبة، فهي مبنية على محرك Unreal Engine 5 وتستخدم نظام الاضاءة Lumen بشكل ملحوظ، مما يعكس إضاءة قريبة جدًا من تقنيات تتبع الأشعة التي اعتدنا عليها من Nvidia مثلاً. اللعبة لا تدعم تتبع الأشعة بشكل صريح، ولكنها تستغل محرك Unreal Engine 5 في تلك الأمور.

تصميم الشخصيات والبيئات والوحوش كان رائعًا، فرغم التشابه بين المناطق، إلا أن التفاصيل فيها مميزة مع اهتمام بأقل الأشياء لتُصبح الصورة التي تراها في النهاية مُبهرة للعين، وهي من أفضل الألعاب التي استغلت قدرات الجيل الجديد في تقديم تجربة جميلة وممتعة وهادئة للعين.

أما بالنسبة للأداء التقني، فجربت اللعبة على حاسوب بالمواصفات الآتية:

  • معالج Core i5 10400F
  • 32 جيجا بايت من الرامات DDR4
  • بطاقة Nvidia RTX 3050 8 GB
  • تخزين NVMe SSD

تمكنت من تشغيل اللعبة على دقة 1080p باعدادات مرتفعة وحصلت في المقابل على إطارات تتراوح بين 70 لـ 120 إطار في الثانية حسب المنطقة والموقف الذي تتواجد فيه. بشكل عام، الأداء التقني كان ثابتًا طوال الوقت ولم تقل عن 70 إطار في الثانية مهما وصل عدد الأعداء أو التفاصيل على الشاشة.

لكن للأسف اللعبة مليئة بالمشاكل التقنية، فنسخة المراجعة كانت تحتوي على كمية ضخمة من الجليتشات والـ bugs سواء اختفاء الأصوات تمامًا أو اختفاء الموسيقى أو اختفاء الأعداء أو موتك بدون سبب أحيانًا، والأمر المزعج هو حدوث Crash لصديقي الذي لعبت معه اللعبة مرارًا وتكرارًا بسبب أنه أراد تفعيل skill مُعينة. كل تلك المشاكل أثرت على التجربة وجعلتها مزعجة معظم الوقت.

ضفّ على ذلك أن اللعبة تعاني من مشكلة كبيرة عند استخدامها على DirectX 12، فتجد كمية رهيبة من التقطيع وسقوط الإطارات، ولذلك ننصح أي شخص ينوي تجربة اللعبة أن يلعبها على DirectX 11 حتى يقوم الاستوديو بحل تلك المشاكل.

في النهاية

فكرة ابتكار شيء جديد أو إبداعي هي فكرة جيدة في العموم، ولكن عندما تنظر إلى Atlas Fallen ستجد تخبطًا ملحوظًا في قرارات استوديو Deck 13 التصميمية، والنتيجة في النهاية أنها أصبحت واحدة من أكثر التجارب المُخيبة للآمال في 2023 جنبًا إلى جنب مع Redfall. لعبة Atlas Fallen لا تعلم ماذا تريد أن تكون، مزيج غريب بين الأكشن والمغامرات وتقمص الأدوار والـ Souls-like والـ Hack and Slash، وهو مزيج لم أشتهيه بأي شكل من الأشكال، وكان يجب على الاستوديو الالتزام بأفكاره القوية التي قدمها مع The Surge. ضفّ على ذلك عدم انعدام القصة والتكرار مع كمية ضخمة من المشاكل التقنية التي جعلتني أود الانتهاء من اللعبة في أسرع وقت ممكن، وهي تجربة لا أنصح بها!