منذ اندلاع العدوان الصهيوني ضد غزة؛ بدأ قطاع كبير من المجتمع الغربي في تبني آراء داعمة للقضية الفلسطينية؛ إذ ساهمت منصات التواصل الاجتماعي؛ وعلى رأسها X (تويتر سابقًا) في نشر الحقائق وتوعية المجتمع الغربي بحقيقة الطغيان الصهيوني واحتلاله الأراضي الفلسطينية.

هزّت مشاهد القتل والخراب مشاعر بول بيغر، أحد مؤسسي الشركات التقنية الناشئة؛ فلم يتحمل الصمت والتجاهل العالمي تجاه مشاهد القتلى من الأطفال. وبدأ بيغر في سلسلة من الانتقادات اللاذعة للكيان الصهيوني؛ إذ جعل من مدونته الشخصية منصةً لفضح الكيان ونشر جرائمه لتوعية المجتمع الغربي؛ مُخاطرًا بمستقبل شركته الناشئة. كما عبّر بيغر عن ملاحقة مشاهد القتل والدمار له في منامه، مؤكّدًا رفضه السكوت على هذه الجريمة البشعة.

الدمار والخراب في حرب غزة

ومنذ ذلك الحين؛ بدأ بيغر في شن حرب إعلامية ضارية ضد الكيان الصهيوني؛ وكأنه اتخذ عهدًا على نفسه لكشف الفساد الأخلاقي؛ والإعلامي تحديدًا، الذي ينتهجه الكيان في حربه على غزة. وذلك على حسابه بمنصة X، بالإضافة إلى مدونته الشخصية.

يعود إلينا بيغر مرةً أخرى بفضائح مُدوية حول تورط الشركات التقنية الكبرى في المذابح الصهيونية بقطاع غزة؛ إذ كشف بيغر منذ أيام عن تورُّط منصات ميتا في دعم جيش الاحتلال بمعلومات خاصة وسرية من حسابات مستخدمي تطبيق الواتساب من أهل غزة؛ والتي استُخدمت لاحقًا في استهداف وقتل عشرات الآلاف المدنيين والأطفال بالقطاع.

كشف بيغر تفاصيل هذه الفضيحة بمنشور على مدونته الشخصية؛ إذ استدل على صحة هذه المعلومات من التقرير الصحفي المنشور بمجلة +972 حول تفاصيل مشروع لافندر الصهيوني الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تحديد أهداف القصف والاغتيال بقطاع غزة. وذكر التقرير أن لافندر يعمل على استهداف كافة المشاركين في مجموعات المحادثة على تطبيق واتساب، والتي تتضمن أحد المُشتبهين في انتمائهم للمقاومة الفلسطينية. ولهذا؛ يُمكن اعتبار برنامج لافندر أنه آلة قتل جائرةٌ تستهدف المدنيين والأبرياء.

نستعرض في هذه المقالة التفاصيل الكاملة لمشروع لافندر، بالإضافة إلى كافة المعلومات المُتاحة حاليًا حول تورط ميتا في دماء الشعب الفلسطيني.

مشروع لافندر .. الذكاء الاصطناعي يستهدف المدنيين

في كتابه المنشور عام 2021 بعنوان «فريق الإنسان والآلة»؛ كشف قائد وحدة الاستخبارات 8200 لجيش الاحتلال، عن إنشاء نظام ذكاء اصطناعي مُتطور قادر على جمع المعلومات الضخمة عن الشعب الفلسطيني لـ «توليد» مجموعة من الأهداف المحتملة لجيش الاحتلال على الأراضي الفلسطينية؛ مُضيفًا أن هذا النظام من شأنه تطوير عمليات القصف المُمنهجة التي يُنفذها الكيان ضد الأراضي الفلسطينية.

في الواقع؛ لم أستطِع تجاوز أسلوب اختيار الألفاظ في هذا الكتاب؛ إذ يتعامل هذا القائد الصهيوني مع شهداء القطاع بأنهم مجموعة من البيانات الرقمية التي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في توليدها!

لم يذكر مؤلف الكتاب اسمه بشكل كامل؛ إذ اكتفى فقط بذكر الأحرف الأولى من اسمه (.Y.S)؛ فيما أكدت 5 مصادر كانت تعمل في هذه الوحدة إلى مجلة +972 أن مؤلف الكتاب هو القائد الحالي للوحدة 8200، وهو يوسي ساريئيل. وتُعد هذه الوحدة الجناح السيبراني التقني التابع للاستخبارات العسكرية بجيش الاحتلال؛ فهي مسؤولة عن تطوير كافة الأدوات البرمجية التي يستخدمها جيش الاحتلال خلال عملياته العسكرية.

وطبقًا لتقرير مجلة +972؛ كان هذا النظام ضمن مشروع ضخم يُعرف باسم لافندر، إذ كشفت المجلة عن هذه المعلومات المُسربة للمرة الأولى عبر مصادرها المُكونة من ستة ضباط سابقين في جهاز الاستخبارات العسكرية لجيش الاحتلال، والذين شاركوا في الحرب الصهيونية القائمة حاليًا ضد قطاع غزة. وأكد الضباط أنهم استخدموا برنامج لافندر بشكل شخصي ومباشر لتحديد أهداف عمليات القصف في غزة خلال الأشهر الماضية.

برنامج لافندر لاستهداف المدنيين بالذكاء الاصطناعي

كشف الضباط أيضًا أن الأهداف التي حددها لافندر لم تخضع إلى أي نوع من أنواع الفحص والتدقيق؛ أي أن قوات الاحتلال اعتمدت بشكل كامل على البيانات التي حصلت عليها من لافندر لتنفيذ عملياتهم دون تدخل أي عامل بشري في التحقق من صحة هذه الأهداف. وأضاف التقرير أيضًا أن لافندر قد حدد أكثر من 37 ألف هدف من المواطنين الفلسطينيين خلال الأسابيع الأولى من الحرب؛ إذ اعتبرهم لافندر جميعًا ضمن المقاومة المسلحة.

ولهذا؛ كان العامل البشري مجرد أداة للتصديق على قرارات الذكاء الاصطناعي؛ إذ كانت عمليات القصف تبدأ بعد 20 ثانيةً تقريبًا من تحديد لافندر للأهداف المحتملة. وبالتالي؛ يمكننا تصور مدى العشوائية التي كانت تُخيم على العمليات العسكرية الغاشمة لقوات الاحتلال ضد أهل غزة. فهذا التقرير يُمثل فضيحةً عالميةً تكشف تعمد الكيان استهداف وقتل المدنيين؛ فيما يؤكد نهج الإبادة الجماعية والتطهير العرقي للأراضي الفلسطينية من قبل الاحتلال الصهيوني.

ورغم اعتماد جيش الاحتلال بالكامل على لافندر في تحديد الأهداف؛ كشف الضباط عن وجود نسبة خطأ معروفة في نظام لافندر تصل إلى 10% تقريبًا من إجمالي الأهداف المُحددة (ذلك على حد زعمهم بالطبع!)؛ إذ اعترف الضباط أن لافندر قد يُحدد بعض الأهداف المدنية التي لا علاقة لها تمامًا بالمقاومة الفلسطينية.

نظام Where s Daddy .. استهداف الأسر والعائلات

حصلت مجلة +972 على بعض المعلومات السرية الأخرى حول نظام جديد يعمل بالذكاء الاصطناعي عُرف باسم “Where s Daddy”، وهو نظام استهداف آلي يعتمد بشكل أساسي على إصابة أسر وعائلات المُشتبه فيهم ضمن عمليات القصف. يعمل هذا النظام بجدول زمني مختلف عن عمليات القصف العادية؛ إذ يعتمد على إرسال الغارات في وقت متأخر من الليل؛ ذلك لضمان وجود أفراد الأسرة جميعًا داحل المنزل. ومرةً أخرى؛ نتأمل مقدار الفُحش في اختيار الأسماء والألفاظ؛ فقد تسبب هذا النظام، الذي أطلق عليه الكيان اسم «أين أبي؟»، في قتل وتشريد الآلاف من الأُسر والأطفال بشكل مُتعمد ومقصود.

يعتمد Where s Daddy على تقنيات الذكاء الاصطناعي في تتبع الأفراد المُشتبه فيهم؛ الذين سبق استهدافهم ببرنامج لافندر، ولكن يحصل هذا البرنامج بطريقة ما على بيانات حية لموقع (Location) هؤلاء المستهدفين؛ ويُصدر الأمر بإرسال الغارات بعد دخولهم منازلهم في وقت متأخر من الليل، ومختلف عن الأوقات المعتادة للغارات؛ لضمان الفتك بالأسرة أو العائلة بأكملها.

وطبقًا لشهادة ضباط الاستخبارات الإسرائيلية في مجلة +972؛ كانت نتيجة هذه العمليات قتل الآلاف من الأبرياء الفلسطينيين؛ أغلبهم من النساء والأطفال والشيوخ، إذ كشف الضباط أن قيادات الاحتلال كانت تعلم جيدًا عدم اشتراك هؤلاء الضحايا في أيٍ من عمليات المقاومة الفلسطينية. ولهذا؛ أكدت شهادة هؤلاء الضباط أن العمليات العسكرية القائمة حاليًا ما هي إلا إبادة عرقية مُمنهجة ضد أهل غزة!

«لم نهتم بقتل أفراد المقاومة الفلسطينية عندما يكونون داخل منشآتهم العسكرية أو في أثناء القتال؛ بل كنا نتحرى أولًا قصف منازلهم وأماكن إقامتهم مع عائلاتهم لضمان نجاح عملية القصف. وقد صُممت هذه الأنظمة الذكية تحديدًا لتنفيذ عمليات القصف على ذلك النحو» – أحد ضباط الاستخبارات بجيش الاحتلال لمجلة +972.

«أتذكر في أحد الأيام أنني فكرت بأن الأمر أشبه وكأن المقاومة الفلسطينية قررت استهداف جنودنا عندما يعودون إلى منازلهم للنوم وسط عائلاتهم في نهاية الأسبوع» – أحد المصادر العسكرية التي استخدمت برنامج لافندر لمجلة +972.

نظام The Gospel لاستهداف المنازل السكنية

تحدث التقرير أيضًا عن أحد الأنظمة اللصيقة لبرنامج لافندر؛ وهو نظام The Gospel. ويعتمد هذا النظام أيضًا على الذكاء الاصطناعي في استهداف المنازل السكنية الخاصة بالفلسطينيين المُستهدفين في برنامج لافندر. ويُعد هذا النظام مسؤولًا عن استهداف مئات المنازل المدنية؛ إذ وصفه أحد الضباط بـ «مصنع الاغتيالات الجماعية» الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي في «توليد» الأهداف! وبالتالي؛ تتكون ترسانة الاستهداف الذكية من ثلاثة أنظمة تعمل جميعها بالذكاء الاصطناعي بشكل متناغم:

  • نظام لافندر لتحديد الأفراد المستهدفين
  • نظام The Gospel لتحديد منازلهم
  • نظام Where s Daddy لضبط توقيت الغارة عند وجود الأهداف بمنازلهم وسط عائلاتهم
نظام The Gospel - استهداف الاحتلال للمنازل بالذكاء الاصطناعي في غزة

أضاف الضباط أيضًا أن قيادات الاحتلال اختارت استخدام القنابل غير المُوجهة في عمليات القصف؛ وهي قنابل غير دقيقة يُطلق عليها القنابل الغبية؛ فهي غير قادرة على إصابة الأهداف الدقيقة. ولهذا؛ تُطلق هذه القنابل بغرض التدمير العشوائي، وليس إصابة الأهداف العسكرية كما يزعم الكيان.

«لم نرغب في استخدام القنابل الذكية المُوجهة في قصف الأهداف غير الهامة؛ فهي باهظة الثمن ومحدودة العدد في ترسانتنا» – ضابط آخر من الاستخبارات بجيش الاحتلال لمجلة +972.

أضاف أحد المصادر أيضًا بجيش الاحتلال أنه حصل على تصريح مباشر من قيادات الجيش بقصف مئات المنازل السكنية للمدنيين لاستهداف الأسر والعائلات؛ والتي وصفتها قيادات الجيش بـ «الأضرار الجانبية»! ولهذا؛ يرى الكيان أن الشعب الفلسطيني عبارة عن «أهداف غير هامة»؛ يُمكن سفك دمائها بدم بارد؛ فهي مجرد «أضرار جانبية». وقد أكدت المصادر أن هذه الغارات التي اعتمدت على منظومة لافندر الثلاثية قد أبادت بالفعل مئات الأسر الفلسطينية بأكملها.

وفي مفاجأة يكشف عنها أحد المصادر للمرة الأولى؛ قررت قيادات جيش الكيان، خلال الأسابيع الأولى من الحرب، السماح بقتل 15 إلى 20 من المدنيين كأضرار جانبية مقابل كل هدف من الأهداف التي يُحددها لافندر. وأضاف المصدر أن هذه المرة الأولى التي حصل فيها الضباط على أوامر مباشرة بالاستهداف الجماعي للمدنيين؛ فيما يعكس نية الكيان للمضي قُدمًا في هذه الإبادة الجماعية منذ اللحظة الأولى لشن العدوان على غزة. وأضاف المصدر أيضًا أن القيادات سمحت لهم رسميًا بقتل حتى 100 من المدنيين عند استهداف القيادات العليا بالمقاومة الفلسطينية.

وفي كتاب «فريق الإنسان والآلة» المذكور بالأعلى؛ وصف القائد الحالي للوحدة 8200 «العامل البشري» بأنه ضمن العوائق التي تُقيد من قدرات القوات العسكرية في تنفيذ عملياتها؛ مُضيفًا أن البشر لن يتمكنوا من معالجة الكميات الضخمة من البيانات التي تجمعها عناصر الاستخبارات لـ «توليد» نفس عدد الأهداف التي نجح لافندر في توليدها.

ولهذا؛ رأى القائد ضرورة تطوير نظام يعمل بالذكاء الاصطناعي لـ «توليد» أعدادًا كبيرةً من الأهداف المُحتملة؛ والتي تَبين لاحقًا أن قوات الاحتلال قصفتها دون أي مراجعة أو تدقيق. وأضاف القائد في كتابه أن برنامج لافندر عمل على تحليل أنماط مختلفة من البيانات لتحديد أهدافه، والتي قد لا تكون حاسمةً أبدًا لإدانة المُشتبهين؛ فالبرنامج قد يستهدف أي مواطن يُغير هاتفه الشخصي بشكل متكرر؛ كما يستهدف البرنامج كل من له محادثات نصية على تطبيق الواتساب مع أحد المُشتبهين بانضمامهم للمقاومة الفلسطينية.

ومن هنا نطرح سؤالًا؛ كيف وصلت هذه البيانات الخاصة من تطبيق الواتساب إلى جيش الاحتلال؟

تطبيقات مُلطخة بالدماء .. ميتا تُشارك في مأساة أهل غزة

بعد هذه التفاصيل عن مشروع لافندر؛ يُمكننا التأكُّد من اعتماد هذه الأنظمة على بياناتٍ شخصية خاصة لحسابات الشعب الفلسطيني على تطبيقات ميتا؛ خاصةً واتساب. وطبقًا للتقارير المنشورة؛ حصل برنامج لافندر على قوائم كاملة بأسماء المُشاركين في مجموعات المحادثات التي ينضم إليها أحد المشتبهين؛ بل حصل لافندر أيضًا على بيانات شخصية لكافة الأطراف التي تجمعها أي محادثات على تطبيق الواتساب بأحد المشتبهين.

وطبقًا لسياسة الاستخدام التي تُروج لها ميتا بتطبيق الواتساب؛ فإن هذه المعلومات الشخصية سرية للغاية، كما تزعُم ميتا أنها تخضع لعملية التشفير بين الطرفين؛ ما يجعل من اختراق هذه المعلومات أمرًا مُستبعدًا؛ خاصةً وأن لافندر اعتمد على كميات ضخمة من هذه المعلومات التي تضم كافة مستخدمي الواتساب من قطاع غزة تقريبًا.

ولهذا؛ يستحيل على جيش الاحتلال الوصول لمثل هذه المعلومات السرية حول شعب غزة بشكل جماعي إلا من خلال شركة ميتا. وهو ما يضع الشركة في فضيحة أخلاقية أمام العالم أجمع؛ فقد كذبت ميتا على مستخدميها، وخانت ثقتهم عندما أوهمتهم أن مُحادثاتهم تخضع للتشفير؛ ناهيك عن تسريب هذه المعلومات إلى أكثر أنظمة العالم فتكًا وإجرامًا؛ والتي تسببت بالفعل في قتل آلاف المدنيين والأطفال.

يُمثل هذا الفعل جريمة حرب تُلقي بمسؤولية ثقيلة على عاتق ميتا؛ التي خانت ثقة مستخدميها لتصبح تطبيقاتها مُلطخةً بدمائهم.

ولكن؛ ما الدافع وراء كل هذا الدعم من ميتا إلى الكيان المُحتل؟ لإجابة هذا السؤال؛ أجرى رائد الأعمال الداعم للقضية، بول بيغر، تحقيقًا حول بعض القيادات بشركة ميتا. وتوصل بيغر إلى معلومات حول أحد الشخصيات القيادية الكبرى بالشركة؛ غاي روزن (Guy Rosen)، والذي يشغل منصب نائب الرئيس ورئيس مكتب أمن المعلومات بشركة ميتا. ويُعد روزن مواطنًا إسرائيليًا يعيش في تل أبيب، كما يؤدي مهامه الرفيعة بشركة ميتا من منزله؛ وهو استثناء خاص وغير معتاد نظرًا لمنصبه بالشركة!

أضاف بيغر أيضًا أن روزن قضى خدمته العسكرية بجيش الاحتلال ضمن الوحدة 8200، وهي الوحدة المُطورة لنظام لافندر والتي تُشرف على تشغيله بشكل كامل؛ بالإضافة إلى الأنظمة الأخرى التي تعمل على استهداف وقتل المدنيين بالذكاء الاصطناعي. وكشف بيغر أنه توصل إلى بعض المعلومات من مصادره داخل شركة ميتا؛ والتي أكدت إشراف روزن بشكل شخصي ومباشر على حجب المحتوى الداعم للقضية الفلسطينية على منصات ميتا المخلفة.

طالع أيضًا: ملفاتٌ سرية تفضح تورط حكومات الدول الكبرى في السيطرة على منصات التواصل

كشف بيغر أيضًا تورط مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة ميتا، في دعم الرواية الإعلامية التي يُروج لها الكيان والمؤسسات التابعة له عالميًا؛ إذ كشف عن تبرع زوكربيرغ بمبلغ 125 ألف دولار لمنظمة Zaka الصهيونية، وهي المنظمة المسؤولة عن نشر أكاذيب حوادث الاغتصاب الجماعي وذبح الأطفال من قبل المقاومة الفلسطينية. وأضاف بيغر أيضًا أن شيرل ساندبيرغ، مدير العمليات السابق بالشركة وعضو مجلس الإدارة الحالي، قد قامت بجولة عالمية بهدف الترويج الإعلامي لهذه الأكاذيب الصهيونية.

شيرل ساندبيرغ، المسؤولة بشركة ميتا؛ في فيلم وثائقي للترويج للأكاذيب الصهيونية ضد أهل غزة

لم تكتفِ ميتا على تسريب بيانات الواتساب فقط لتورط نفسها في دماء الشعب الفلسطيني؛ بل عملت على تعزيز حملات إعلامية كاذبة، عبر منصاتها وقياداتها؛ والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 33 ألف من الأبرياء في غزة.

والآن؛ وبعد تبلور العلاقة الحميمة بين القيادات العليا في شركة ميتا والكيان الصهيوني، أصبح جليًا كيف وصل لافندر إلى تلك البيانات «السرية» من تطبيق واتساب. ولكن كيف سيكون رد فعل المجتمع الدولي على هذه الفضيحة؟ نعم؛ قد أصاب تفكيرك كبد الحقيقة؛ فالإجابة هي «لا شيء». فعندما يتعلق الأمر بالكيان الصهيوني؛ يدفن العالم رأسه تحت الرمال؛ فهو لا يرى، ولا يسمع، ولا يتكلم!

ختامًا؛ نستمر بالدعاء لأهلنا المُرابطين في غزة؛ ونوصيكم دائمًا بالمشاركة في هذه الحرب الإعلامية والاستمرار في كشف وفضح هؤلاء المجرمين. وتأكدوا من تأثيركم الإيجابي بهذه الحرب؛ فها نحن أمام أحد رواد الأعمال الأمريكيين الذي كرّس وقته بالكامل للدفاع عن القضية الفلسطينية. فلولا بول بيغر؛ ما كنا لنتوصل إلى هذه الحقائق الفاضحة!