سلسلة ألعاب Prince of Persia أو ما تعرف بإسم أمير بلاد فارس هي واحدة من سلاسل الألعاب التي شكلت وجداننا وساهمت في بناء علاقتنا مع الألعاب الإلكترونية، أتذكر أول جهاز حاسوب استخدمته في حياتي وأنا طفل فهذا الجهاز كان يحتوي على الجزء الأول من لعبة Prince of Persia التي صدرت في عام 1989.

مُنذ هذا التاريخ وتم إطلاق مجموعة ألعاب مميزة جدًا من سلسلة Prince of Persia وصدرت الثلاثية الشهيرة التي بدأت بجزء The Sands of Time وانتهت بجزء The Two Thrones، وللأسف مُنذ هذا التاريخ تم إطلاق عدد من الأجزاء دون المستوى جدًا ولا تليق بقيمة السلسلة خصوصًا وأن شركة يوبي سوفت ركزت بشكل كامل على سلسلة ألعاب Assassin s Creed وبدأت تهمل ألعاب أمير بلاد فارس.

الآن تعود السلسلة من جديد للواجهة مع لعبة Prince of Persia The Lost Crown وهي اللعبة التي تأتينا من تطوير Ubisoft Montpellier ونشر Ubisoft بالطبع.

اللعبة هذه المرة من المفترض أن تعود إلى الجذور بشكل كبير حيث تقدم تجربة بلاتفورم وأكشن مثل الجزء الأول من اللعبة الصادر في 1989 والذي أتذكره جيدًا بالمناسبة فهذا الجزء محفور في ذاكرتي.

في الحقيقة هذه العودة تمثل تحدي كبير جدًا لأن الكثير من الأجيال الموجودة الحالية تعودة على السلسلة من منظور الشخص الثالث والعودة إلى منظور 2D بلاتفورم قد يكون مفاجئ للبعض الذي سيعتقد أنه تصور جديد للسلسلة بل في الحقيقة هو عودة لجذور اللعبة.

لحسن الحظ نحن في عرب هاردوير تمكنا من تجربة اللعبة لمدة 4 ساعات تقريبًا تعرفنا خلالها على الكثير من عناصر اللعبة واليوم نحن هنا لنتحدث عن اللعبة قليلًا ونبرز انطباعاتنا، ولكن كالعادة قبل أن نبدأ يجب أن نؤكد أن هذا المقال ليس مراجعة كاملة فهو مجرد انطباعات مبنية على ما رأيناه خلال تجربتنا للعبة، وبالتالي فإن المقال لا يعكس أي تقييم حقيقي.

قصة اللعبة

في الحقيقة لا يوجد الكثير لنتحدث عنه في هذه النقطة ليس لأن ما رأيناه محدود فيما يتعلق بالقصة بل لأنه لا يوجد الكثير من التفاصيل داخل القصة، نحن أمام بطل جديد يدعى Sargon وهو شاب يافع منضم إلى فرقة قتالية خاصة تدعى The Immortals وهذه الفرقة تمتلك قدرات قتالية عالية جدًا تخدم مصالح المملكة الفارسية.

الأمير غسان أمير مملكة فارس يتعرض لعملية خطف على يد أحد أعضاء الوحدة القتالية The immortals فتبدأ الوحدة كلها في مطاردة العضو الخائن سعيًا وراء تحرير الأمير غسان.

يمكن أن نقول هذا هو العمود الفقري لقصة اللعبة وبالمناسبة نحن هنا لم نحرق أي تفاصيل فهذا هو ما تم الكشف عنه رسميًا حول قصة اللعبة من قبل، وخلال تجربتنا للعبة ولمدة 4 ساعات تقريبًا لم نجد أي تفاصيل إضافية ولم نجد أي مفاجأت، بالطبع قد تتغير أحداث القصة في المستقبل ولكني سأتحدث هنا عن نقطة أخرى.

الانطباع الأول الذي شعرت به عند تجربة اللعبة هو أن هذه اللعبة ليست أمير بلاد فارس، هذه القصة لا تنتمي إلى السلسلة الشهيرة، حتى هذه المرة لدينا أمير نحاول إنقاذه وليس أميرة مثل باقي الأجزاء.

القصة عمومًا تفتقد الهوية الخاصة بالسلسلة، وحتى البطل الذي لدينا لديه ملامح أمازيغية أو شمال أفريقية بعيدة كل البُعد عن ملامح أمير بلاد فارس أو أهل الفرس عمومًا، استغربت الأمر كثيرًا لأن شركة يوبي سوفت تحب التدقيق في المعلومات التاريخية ولكن تصميم الشخصية هذه المرة يشعرك بأنك تلعب بأحد مرتزقة بلاد فلارس وليس شخصية فارسية حقيقية.

لعبة بلاتفورم بالمعنى الحرفي

خلال التجربة تمتعنا بلعبة بلاتفورم من الطراز الرفيع، وهنا اللعبة تعود بنا إلى الجذور بالفعل على العكس تمامًا من القصة، الألغاز الموجودة في اللعبة بها لمحة من الجزء الأصلي الخاص باللعبة.

على سبيل المثال يجب الوصول إلى نقطة معينة وهذه النقطة المعينة لتصل لها يجب القفز على لوح متحرك وإذا سقطت ستقع على السيوف الموجودة تحت اللوح، هذا السيناريو كلاسيكي جدًا وقدمته اللعبة الأصلية بشكل رائع وهو ما حدث كذلك مع لعبة Prince of Persia The Lost Crown.

اللعبة تضم عدد كبير جدًا من الأفكار المرتبطة ببعضها والتي يتم استخدامها في البلاتفورم، فملثلًا يمكنك القفز والقفز بشكل مزدوج وكذلك التأرجح والقفز على الجدران ولكن للأسف خلال التجربة الشخصية لم تتمكن من الجري على الحائط وكما نعلم هذه الحركة مميزة جدًا للسلسلة وكنت أتمنى أن أراها خلال التجربة ولكن هذه التجربة كانت محدودة جدًا ويمكن أن تكون موجودة في اللعبة في مرحلة متقدمة.

لدينا ملاحظة أخرى هامة جدًا وهي أن البلاتفورم في اللعبة أهم من القتال نفسه، بالطبع أنت تحتاج إلى القتال في الكثير من الأحيان ولكن يمكنك عمومًا تفادي القتال والاعتماد بشكل أكبر على البلاتفورم والقفز وتجعل القتال مقتصر على الزعماء فقط.

القتال في لعبة Prince of Persia The Lost Crown

على الرغم من أن القتال في اللعبة يمكن الاستغناء عنه واللجوء إلى البلاتفورم فقط إلا أن القتال في اللعبة ممتع جدًا ويجعلك تستمر فيه، المتعة تكمن في الأعداء نفسهم لأنه يوجد تنوع كبير في نوعية الأعداء وكل عدو له القدرات الخاصة وطريقة القتال ويجب عليك فهمها والتعامل معها، كذلك معظم الوقت ستجد أكثر من عدو يهاجمك على الشاشة وهو ما ميز القتال في اللعبة بالسرعة.

ضربات الأعداء منوعة جدًا، هناك ضربات لا يمكن صدها ويجب مراوغتها بينما توجد ضربات أخرى يمكن صدرها ورد الهجوم وفي نفس الوقت يمكنك توجيه الضربات باستخدام الصيف والقيام بعدد من الكومبوهات البسيطة إلى جانب استخدام القوس في الضربات بعيدة المدى.

قتال الزعماء

اللعبة تحتوي على زعماء يجب قتالهم وهؤلاء الزعماء لا يمكن تجاهلهم مثل باقي الأعداء على الخريطة، وفي الحقيقة الزعماء في هذه اللعبة ضخام جدًا وأقوياء جدًا.

اللعبة تحتوي على الزعماء مُنذ الدقائق الأولى تقريبًا، وفي الحقيقة قتال الزعماء حبس الأنفاس وكان إضافة قوية جدًا إلى اللعبة، وكل زعيم له طريقة معينة في القتال ويجب التنويع بين المراوغة وصد الضربات وفي نفس الوقت توجيه الضربات في الوقت المناسب.

أما عن تصميم الزعماء فهو متنوع جدًا فلدينا زعماء بشر وزعماء عبارة عن كائنات أسطورية وساعد على هذا الأمر عالم اللعبة والفكرة التي تقدمها، فهي لعبة لا تخلو من السحر والأفكار الغير منطقية.

بعض عناصر تقلد الأدوار

تحتوي اللعبة على بعض عناصر تقلد الأدوار الطفيفة جدًا، فأنت يمكنك التغيير من قدرات الشخصية عن طريق اختيار بعض القلادات السحرية، وعمومًا الشخصية تمتلك عدة أماكن لهذه القلادات وهي محدودة جدًا وبالتالي يجب عليك التفكير في القلادة التي تستخدمها بحرص وبشكل يتوافق مع أسلوب لعبك وربما النقطة التي تواجهها في اللعبة.

كذلك يمكنك تصنيع وترقية الأسلحة التي تمتلكها، عمومًا يوجد في اللعبة عدد من الشخصيات الغير قابلة للعب ولكن يمكنك التفاعل معها وتقديم بعض المساعدة سواء بالأدوات أو بخرائط لعناصر مميزة في عالم اللعبة.

احذر من تلقي الضربات

اللعبة تمتاز بمستوى صعوبة متقدم على الأقل في مستوى الصعوبة المتوسط الذي قمت بتجربة اللعبة عليه، وهنا ننصح بعدم تلقي أي ضربات لان مؤشر الصحة الخاص بالشخصية محدود جدًا وكذلك عدد قنينات الصحة محدود.

هنا تظهر عناصر تقلد الأدوار مرة أخرى حيث يمكنك مع مرور الوقت زيادة مستوى الصحة الخاص بك أو زيادة عدد قنينات الصحة التي يمكنك حملها، ولكنها تظل قليلة جدًا خصوصًا مع ارتفاع مستوى صعوبة اللعبة وزيادة الأعداء كلما تقدمت في اللعبة.

يمكنك استعادة صحتك وكل أدواتك عند الوصول إلى شجرة معينة في اللعبة وهذه الشجرة ستجدها موزعة على الخريطة كلما تقدمت في القصة ولكن إلى حين اكتشاف شجرة جديدة يجب عليك الحفاظ على الموارد التي تمتلكها خصوصًا مستوى الصحة والأدوات.

في بعض الأوقات كان الموت في اللعبة يمثل عقاب قاسي لأنني كنت أعود إلى شجرة بعيدة جدًا ويجب إعادة كل ما مررت به من جديد، لذلك فإن الموت في هذه اللعبة قاسي جدًا وقد يحبطك في بعض الأوقات.

الخريطة خطية بشكل كامل

ألعاب البلاتفورم مؤخرًا أصبحت تقدم خرائط ملتفة يمكن من خلالها التقدم في اللعبة بحرية كبيرة، لكن في لعبة Prince of Persia The Lost Crown لدينا خريطة خطية تمامًا، فأنت لا يمكنك التقدم في القصة إلا عن طريق اتباع مسار معين محدد على الخريطة.

لا تفهم خطأ الخريطة بها أكثر من اتجاه وتعطيك حرية كاملة في التنقل، يمكنك الذهاب إلى اليسار أو اليمين أو أعلى أو أسفل في معظم الأوقات، ولكني أتحدث عن ربط التقدم في القصة بهذه الاتجاهات.

في معظم الأوقات تكون الاتجاهات الأخرى مسار لبعض القدرات أو الأدوات الخاصة ولكنها لا تساعد على التقدم في القصة، ولكي تتقدم في القصة يجب أن تتحرك في المسار الخطي الموجود في اللعبة.

وبمناسبة الخريطة يبدو أن اللعبة تحتوي على خريطة عملاقة، خلال تجربتي للعبة لم أكتشف نصف الخريطة حتى وكن يوجد الكثير من المناطق التي لم أذهب إليها، أيضًا يوجد فكرة جديدة بالنسبة للخريطة وعالم اللعبة وهي تتمثل في تحديد نقطة على الخريطة.

في بعض الأوقات تجد قدرة خاصة أو أداة على الخريطة في مكان معين ولكن لا يمكن الوصول لها وفي هذه الحالة يمكنك تسجيل هذه النقطة على الخريطة وعندما تحصل على القدرات اللازمة للوصول إلى هذه النقطة يمكنك العودة من جديد والحصول على المهارة أو القدرة.

أزمة هوية نأمل أن لا تكون حقيقية

تجربتي للعبة كانت ممتعة جدًا ولكن كان ينقصها الكثير من ألعاب أمير بلاد فارس، على سبيل المثال أمير بلاد فارس لديه قدرة على التحكم بالوقت والعودة بالزمن وهذا لم أراه في التجربة.

لا أقول أن اللعبة لا تحتوي على هذه القدرة ولكن أقول أني لم أراها خلال تجربتي المحدودة وربما تكون متاحة القدرة ولكن في مستوى متقدم من اللعبة، خصوصًا وأنه خلال تجربتي كنت أقوم بفتح مهارة أو سلاح جديد بشكل مفاجئ كلما تقدمت في اللعب.

هذه الأشياء البسيطة هي ما تميز السلسلة وتجعل لها هوية خاصة، أتمنى أن تكون هذه اللمسات البسيطة موجودة في النسخة النهائية من اللعبة أو في مراحل متقدمة من عمر القصة، أريد أن أرى الشخصية وهي تتحكم بالوقت أو تتمكن من الجري على الحائط.

الخلاصة

خلال تجربتي لعبة Prince of Persia The Lost Crown تمتعت جدًا بعناصر البلاتفورم وقتال الزعماء، ربما كان تال الأعداء العاديين ليس بالممتع أو الهام ولكن قتال الزعماء كان في مستوى آخر تمامًا، وعلى الرغم من كل المتعة التي حصلت عليها خلال تجربتي إلا أني شعرت بانعدام هوية ألعاب أمير بلاد فارس، أتمنى أن تضم النسخة النهائية تجربة أكثر انغماسًا وتأصلًا بالسلسلة ولكن عمومًا اللعبة ممتعة جدًا.