توالت الكثير من الأحداث على عالمنا خلال 2023 وظهرت العديد من الشخصيات المؤثرة التي أثبتت نفسها بدورها الفعال ومكانتها التي حظيت بها. في عام اتسم بالتحولات العظيمة والابتكارات الجريئة، كان هناك افراد تألقوا في هذا الوسط، تاركين بصمتهم الواضحة على مجرى التطورات الرقمية والتقنية. من خلال هذا المقال نسلط الضوء على عشر شخصيات استثنائية شكلت بأفكارها، إبداعاتها، وريادتها، مستقبل عالمنا التقني في هذا العام. لكل من هؤلاء الرواد دور محوري في تشكيل الحوار حول الابتكار والتكنولوجيا، مؤثرين ليس فقط في مسار الصناعة، بل في حياة الأفراد والمجتمعات على نطاق عالمي.

أبو عبيدة

أبو عبيدة، واحد من أهم قادة المقاومة الفلسطينية، يُعد في 2023 أحد أكثر الشخصيات تأثيرًا على عالمنا خلال هذه المرحلة، ليس فقط كقائد عسكري، بل كرمز يُلهم الجماهير ويبعث فيهم الأمل، حيث يُبرز أبو عبيدة قوة وصلابة غير مسبوقة، ويُعتبر صوتًا لمرحلة جديدة من النضال الفلسطيني.

تأثير أبو عبيدة يصل حتى إلى المجال التقني من خلال تأثيره على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث أن وجوده وأفعاله كانت عاملًا مهمًا في تشكيل الآراء ونشر الوعي حول القضية الفلسطينية على المستوى العالمي، وذلك لعدة أسباب، منها استخدامه لشبكات التواصل الاجتماعي كأداة لنشر المعلومات والتوعية حول القضية الفلسطينية من خلال بياناته وخطاباته التي تنشر وتشارك بكثافة على منصات مثل تويتر وفيسبوك، وتحديه للروايات المضادة، ما ساهم في إعادة إحياء القضية الفلسطينية في الوعي العالم على نطاق واسع.

على الرغم من تحفظه على عدم كشف هويته، يتابعه الناس بإعجاب وتقدير كبيرين، ويُعتبر بمثابة الصوت الأمين الذي يتردد صداه في أرجاء العالم العربي والإسلامي، ويُشكل أبو عبيدة - بخطاباته القوية وحضوره الكاريزمي - رمزًا للصمود والتحدي في وجه الظروف الصعبة، مؤكدًا دوره كأكثر من مجرد ناطق عسكري، بل كصوت يحمل روح الأمل.

إيلون ماسك

إيلون ماسك (مالك شركة Tesla و SpaceX) هو من أهم شخصيات العقد على مستوى العموم، ولازالت قراراته وأفعاله تترك تأثيرًا هائلًا على عالمنا، وحتى في هذا العام ترك بصمة من خلال شركته Twitter التي بدء في تشكيل هيئتها الجديدة خلال هذا العام بعد أن قد استحوذ عليها قبل نهاية العام الماضي.

من أهم ما قام به إيلون ماسك هذا العام والذي ترك بصمة هامة جدًا على عالمنا هو تطبيق مبدأ حرية التعبير على منصة تويتر، الأمر الذي ساهم في تسليط الضوء على بعض القضايا الهامة التي كانت تواجه تهميش متعمد من سياسات المنصة السابقة والمنصات الأخرى، وقد رفع أصوات الحق دون تحيز أو تآمرات على التلاعب في الرأي العام، وشجاعة إيلون ماسك في التصدي ضد المضللين مهدت الطريق لاستكمال مسيرة الحرية ورفع مستوى الوعي.

بالطبع قائمة القضايا المهمشة سابقًا التي حازت على تقدير أعلى من خلال سياسات تويتر الجديدة شملت القضية الفلسطينية، حيث أن المنصة بمبدأها الجديد ساهمت بشكل فعال في نشر القضية الفلسطينية وزيادة الوعي عنها دون أي تقييد أو كتم للأحداث.

جريج بروكمان

في عام 2023، برز جريج بروكمان (المؤسس ورئيس شركة OpenAI) كأحد أهم وأفضل المؤثرين في عالم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. يُعرف بروكمان بأنه يعمل بين 60 إلى 100 ساعة أسبوعيًا، حيث يقضي حوالي 80% من وقته في البرمجة، مما يجعله نموذجًا مثاليًا لما يُعرف في وادي السيليكون بـ "10x Engineer" - أي الشخص الذي يؤدي عمل 10 مبرمجين عاديين. بروكمان عبقري في العلوم، وقد درس في هارفارد، ونقل إلى MIT قبل أن يترك الدراسة للانضمام إلى Stripe حيث شغل منصب الرئيس التقني هناك لمدة خمس سنوات قبل أن يتركها لتأسيس OpenAI في عام 2015 وتبدأ مسيرته المستقلة من هنا.

لدى بروكمان طموحات أكبر تتجاوز مجرد البرمجة؛ إذ يسعى إلى تعزيز أداء شركة OpenAI بأكملها، ويقضي الـ 20% المتبقية من وقته في التفكير في الأسئلة الكبرى التي تواجه OpenAI، مثل نهج الشركة تجاه جعل الذكاء الاصطناعي آمنًا، ويعتبر بروكمان أن "النشر التدريجي" هو أهم قرار اتخذته OpenAI في تاريخها، ودائمًا ما يتساءل عن كيفية التعامل مع الذكاء الاصطناعي العام (AGI) عند إطلاقه للمرة الأولى، ويهتم بمقاومة التحديات والمخاطر المرتبطة بتطوير الذكاء الاصطناعي.

في عام 2023، استمر جريج بروكمان في ترسيخ مكانته كأحد الأعمدة الرئيسية في عالم الذكاء الاصطناعي، ومن خلال تفانيه ورؤيته أسهم بروكمان بشكل كبير في تعزيز مكانة OpenAI كمنظمة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، ذلك بمساهمته في الأبحاث وبإدارته لعمليات الإنشاء الفعلية لابتكارات ومنتجات الشركة المتطورة إلى حد غير مسبوق، وهذا يضعه في قائمتنا كأحد أبرز المؤثرين في عالم التقنية في عام 2023، تاركًا بصمته بشكل مؤكد على هذا العقد بالكامل.

سام ألتمان

في عام 2023، شهدنا تأثيرًا هائلًا لسام ألتمان (الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI) على عالمنا، بدءًا من التحديات الدرامية التي واجهتها الشركة حتى إنجازاتها البارزة في مجال الذكاء الاصطناعي تحت قيادته العبقرية ذات الرؤية الواسعة.

تحت قيادة سام ألتمان تجلت واحدة من أعظم المنظمات في عالمنا اليوم - OpenAI، والتي أصبحت رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي بفضل إطلاقها منتجات متقدمة بشكل فائق لأوانها مثل ChatGPT و DALL-E و GPT-4 خلال هذه المرحلة التي تعد نقطة تحول في تاريخ البشرية.منتجات الشركة لم تعزز فقط قيمة الشركة لتصل إلى 80 مليار دولار، بل غيرت أيضًا كيفية تفاعلنا مع التكنولوجيا وأصبحت هذه الأدوات جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية بعد أن اندمجت مع العديد من الصناعات التي لا حصر لها.

من الصعب الحفاظ على النجاح خصوصًا وإن اتى سريعًا، وقد واجه ألتمان تحديات إدارية كبيرة، سببت حتى إقالته المفاجئة في نوفمبر 2023 التي اشعلت النار داخل الشركة وأدت إلى فوضى عارمة، حتى أن ذلك سبب موجة غضب من العامة تجاه مجلس إدارة منظمة OpenAI اجتاحت الإنترنت بهدف التراجع عن القرار، وقد أثار ذلك قلقًا شديدًا؛ لمدى أهمية الشركة ومنتجاتها على العالم أجمع في هذه اللحظة، ومن حسن الحظ أنه تم إعادة تعيينه كرئيس تنفيذي للشركة في غضون أيام بعد كل الدراما التي جريّت.

الدراما التي حدثت مع سام ألتمان عكست مدى أهميته في مجال التقني. سام هو شخصية محورية في عالم التكنولوجيا اليوم، ليس فقط في منطقة الذكاء الاصطناعي بمساهمته في إدارة عمليات تطوير التكنولوجيات والآليات المتعلقة بها، وإنما أيضًا له تأثير على الرؤية المستقبلية للعالم تحت هيمنة هذه التقنيات، حيث يضع اليوم سام ألتمان القوانين الأساسية التي ستكون هي قوانين عالمنا الجديد المتسارع في التطور تحت ظل استغلالنا لنماذج التعلم الآلي الضخمة وكيفيات التأقلم مع هذا الواقع.

ليلى إبراهيم

ليلى إبراهيم البالغة من العمر 53 عامًا تُعد واحدة من أبرز الشخصيات في مجال التكنولوجيا في عام 2023، وذلك بفضل دورها كمسؤولة التشغيل (Chief Operations Officer) في شركة DeepMind التابعة لـ Google - الشركة التي أعلنت مؤخرًا عن نموذجها التوليدي Gemini الذي تم بناؤه تحت إشرافها، ولسنا وحدنا من يراها أحد أهم الشخصيات في 2023، بل اعتبرت أيضًا من قبل مجلة TIME أنها أحد أهم 100 مؤثر على مستوى العالم في منطقة الذكاء الاصطناعي خلال هذا العام!

عملت إبراهيم في شركات كبرى مثل Intel و Kleiner Perkins و Coursera، وتزيد خبرتها عن عقدين في مجال التقنية، وهذا ما جعلها مستعدة بشكل استثنائي لإدارة DeepMind على الناحية التنظيمية اليومية، بالإضافة إلى قيادة الشركة في منطقة حوكمة الذكاء الاصطناعي، وللعلم: اختيار الشركة لها كان استثنائيًا، حيث استغرقت مقابلات تعيينها في DeepMind أكثر من 50 ساعة، ما يدل على العناية الفائقة في اختيار الشخص المناسب للمنصب.

جنسن هونج

لولا جنسن هوانج لما كانت حواسيبنا ستصل إلى هذا الحد من التطور في يومنا هذا، ولازال جنسن يترك بصمته كأحد أبرز المؤثرين على عالمنا في عام 2023، وذلك بفضل مساهماته الفعّالة في ثورة الذكاء الاصطناعي.

شركة Nvidia التي بدأت مسيرتها في صناعة بطاقات الرسوميات لألعاب الفيديو تحولت الآن إلى أن تكون الشركة الرائدة عالميًا في إنتاج المعالجات الدقيقة التي تدعّم التطور المتسارع للذكاء الاصطناعي؛ وذلك بسبب إيمان جنسن هونج الغير متهاود في تأثير الذكاء الاصطناعي الإيجابي على مستقبلنا، وقد ساهم ذلك في ارتفاع قيمة أسهم Nvidia بنسبة 191% خلال العام الماضي، حيث أصبحت شركة تريليونية وصلت قيمتها إلى 1.1 تريليون دولار في أغسطس الماضي!

لقد شهد الطلب على رقاقات Nvidia قفزة هائلة مع انتشار النماذج اللغوية الكبيرة مثل ChatGPT، وأدى إطلاق المعالج الجديد GH200 في 4 أغسطس إلى تقليص وقت تدريب الخوارزميات بشكل ملحوظ، وقد قال هونج:

لقد وصلنا إلى نقطة تحول في عصر الحوسبة الجديد. الآن كل شخص يمكن أن يكون مبرمجًا، عليك فقط أن تتحدث إلى الكمبيوتر.

ولد هوانج في مدينة تاينان جنوب تايوان وقضى جزءًا من طفولته في تايلاند، حيث كان يُعتبر "طالبًا مجتهدًا" ولكنه "شقي جدًا"، وبعد الانتقال مع عائلته إلى الولايات المتحدة أكمل دراسته العليا في جامعة ستانفورد عام 1992، ثم عمل كمصمم للمعالجات الدقيقة في شركة AMD قبل تأسيس Nvidia على مائدة الإفطار مع اثنين من أصدقائه في مطعم Denny s بمدينة سان هوزيه في كاليفورنيا.

من المثير أن رؤية هونج للذكاء الاصطناعي وأهمية التعلم الآلي والنماذج التوليدية قد تعرضت لتحديات كبيرة بسبب القيود التي فرضتها إدارة بايدن في أكتوبر الماضي، والتي منعت Nvidia من بيع أحدث رقاقاتها للعملاء الصينيين، ما دفع هوانج للتعبير عن قلقه بشأن "الضرر الهائل الذي قد يلحق بالشركات الأمريكية" إذا لم تتمكن من التجارة مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم. ويبقى هوانج ملتزمًا برؤيته ومواجهًا للتحديات التي يرفضها طويلًا: عدم الوضوح.

تيم كوك

في عام 2023، أثبت تيم كوك (الرئيس التنفيذي لشركة أبل) تأثيره القوي والمستمر في صناعة التكنولوجيا، حتى وإن كان هذا التأثير غير واضح بشكل مباشر خلال هذا العام، إلا أنه يبقى ذي مفعول.

تيم كوك الذي تولى منصب الرئيس التنفيذي منذ 12 عامًا أظهر قيادة استثنائية في توجيه الشركة نحو تحقيق نمو متسارع خلال طول هذه المدة، وقد تضاعفت قيمة آبل عشرة مرات منذ أن تولى تيم رئاستها، لكن الأوضاع قد تغيرت منذ ذلك الحين، ومع اقترابه من التقاعد، أكد كوك خلال حوار مع الفنانة دوا ليبا في بودكاست "At Your Service" على وجود خطة تعاقب واضحة ومفصلة لإدارة أبل، مشيرًا إلى أن الشركة تركز على تحضير عدة مرشحين داخليين لخلافته، ما يعكس التزامه بضمان استمرارية ونجاح الشركة.

واحدة من أبرز إنجازات كوك في 2023 كانت إعلانه عن الـ Apple Vision Pro، منتج آبل الجديد الأول منذ أعوام، والضخم منذ عقود، والذي يُمثل دخول آبل إلى سوق الواقع الافتراضي بعد أن طال انتظار تلك الخطوة لما يقرب العقد، يُعد خطوة كبيرة نحو المستقبل التقني.

الـ Vision Pro، الذي تم الكشف عنها في مؤتمر مطوري WWDC تعتبر تحفة فنية وتكنولوجية بتصميمها الأنيق عالي الجودة وقدراتها الفائقة في مجال الواقع المعزز والافتراضي التي من الصعب حتى يومنا هذا (قبل نزولها في الأسواق) تصديق أنه يمكن تصنيعها فعليًا، ولكن بسعرها البالغ 3499 دولار يمكن تصديق أن آبل قد قررت الوصول إلى حدود الحدود على ناحية الهاردوير لوضع فيها أفضل ما يمكن، وهذا يعد مؤشرًا على توجه أبل نحو تقديم تقنيات متطورة وفريدة من نوعها لتلك النظارة التي قد تغير أسلوب تعاملنا مع العالم من حولنا وكيفية تواصلنا مع بعضنا البعض.

على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه الشركة فيما يخص النقاشات حول أهمية وفاعلية الأجهزة ذات الواقع المختلط مثل الـ Apple Vision Pro، يظل تيم كوك متفائلًا بإمكانيات هذه التكنولوجيا، وفي النهاية يترك بصمة لا تُنسى في أبل وفي صناعة التكنولوجيا ككل، مع تأكيده على توجيه الشركة نحو مستقبل مستدام ومبتكر، وتحضيرها للجيل القادم من الإدارة التي ستواصل هذا المسار من بعده.

شو زي تشيو

شو زي شيو (الرئيس التنفيذي لـ TikTok) أصبح تريند في عام 2023، حيث حظى في مارس على لحظة من الشهرة على منصة تيك توك نفسها، وذلك بفضل جلسته المصورة مع الكونجرس التي كانت تهدف للتحقيق معه حول مخاوف الحكومة الأمريكية الأمنية المتعلقة بتيك توك وعلاقة الشركة غير الواضحة مع الحكومة الصينية، وقد شكلت أسئلة النواب الساذجة خلال الجلسة وردود شيو عليها موجة ساخرة انتشرت بسرعة حول مواقع التواصل اجمعها (بما فيها تيك توك بالطبع)، هذا دونًا عن ذكر الفيديوهات التي صنعها منشئو المحتوى التي أظهروا فيها مدى إعجابهم بملامحه هو شخصيًا وكيف فتن البعض به على المنصة، الأمر الذي تحول إلى "ميم" كما يقولون.

مع ذلك بقيت المشاكل التي يواجهها شيو في واشنطن حقيقية وملموسة. يُعتبر شيو وجه دفاع تيك توك ضد تهديدات الحظر من قبل إدارة بايدن، والتي تشكك في قدرة المنصة على مقاومة طلبات الدولة الصينية بشأن بيانات المستخدمين الحساسة، والتي تخشى الحكومة الأمريكية على وجه الخصوص أن يتم استخدامها للتلاعب في الإنتخابات الرئاسية وتهديد مستقبل الوطن، ولذلك تستمر الإستراتيجية لشيو بشكل رئيسي على توجه واحد في جهة تعزيز الثقة بين المستخدمين والسلطات التنظيمية من خلال التأكيد على التزام تيك توك بحماية بيانات مستخدميها والحفاظ على استقلاليتها عن أي تأثير حكومي.

معالي عمر سلطان العلماء

في عام 2023، لعب معالي عمر سلطان العلماء (وزير الذكاء الاصطناعي في الإمارات العربية المتحدة) دورًا محوريًا في تأثير قطاع التكنولوجيا على المستوى العربي والعالمي بالتوازي، وقد أدى نهج معاليه إلى دفع الإمارات العربية المتحدة إلى الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث استجمعت الدولة في هذا المجال خبرة واسعة على مدار السنوات، ومؤخرًا أعلنت الدولة أنها بفضل قدرة الحوسبية التي تمتلكها استطاعت تطوير نموذج لغوي في وقت محدود، مواكبة بذلك ثورة الذكاء الاصطناعي.

يعتَبر معالي عمر سلطان العلماء أن النهج المتبع في الإمارات يتواكب مع اللاعبين الكبار في هذا المجال، حيث تعمل الحكومة على تمكين ودعم كافة الأطراف المعنية بالذكاء الاصطناعي، ويركز بجانب ذلك على إيجاد حلول تنظيمية تتيح لمن يبحث عن بيئة مناسبة للتشغيل والبحث في الذكاء الاصطناعي أن يفكر في الإمارات أولًا، ويدرك بشكل عميق التحديات والفرص التي يطرحها الذكاء الاصطناعي.

كان لمعالي الوزير عمر العلماء تأثير هائل على سوق التقنية خلال 2023 بشكل عام من خلال إسهاماته المؤثرة عبر نشر التوعية والدعم لأهمية مواكبة التطورات العالمية ومشاركة تجربة الإمارات، وذلك اتى من خلال حضوره القمة العالمية للحكومات التي أعلن خلالها بعض من أهم إنجازات الإمارات في منطقة تطوير البنية التحتية لتشغيل برمجيات الذكاء الاصطناعي، وأيضًا خطابه في اليوم الافتتاحي للقمة العالمية الأولى للذكاء الاصطناعي في بريطانيا الذي أكد من خلاله على أهمية الفترة التي نعيشها في هذه اللحظة واصفًا لها بالنقطة المحورية التي ستحدد ما إذا كانت الأجيال القادمة ستجلل من أفعالنا أم سترمي علينا اللوم لعدم قيامنا بأي فعل للسيطرة على الذكاء الاصطناعي، وشدد على أن حكومات العالم يجب أن تقود هذا المسار بالتعاون سويًا.

خلال عام 2023 أثبت العلماء أنه ليس مجرد رائد في مجال الذكاء الاصطناعي على المستوى الوطني فحسب، بل أيضًا شخصية مؤثرة على المستوى العالمي، ذلك من خلال جهوده ورؤيته التي تسهم بشكل كبير في تحديد مستقبل الذكاء الاصطناعي وحوكمته، ما يجعله أحد أهم وأفضل المؤثرين في قطاع التكنولوجيا العالمي.

باتريك جيلسنجر

في عام 2023 شهدت شركة إنتل تحولًا ملحوظًا تحت قيادة الرئيس التنفيذي باتريك جيلسنجر الذي بدأ في إعادة الشركة إلى مكانتها السابقة كرائد في صناعة أشباه الموصلات بعد مرحلة طويلة من التراجع العائد للإدارة السابقة.

تحت إدارته شهدت إنتل نهضة مقوّمة بتحسينات في أساليب وآليات التصنيع التي رفعت من تنافسيتها في السوق، بالإضافة إلى دخول الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي عن طريق تطوير معالجات أعلى تناسبًا مع تشغيل نماذج التعلم الآلي والتوليد محليًا.

إنتل تحت إدارة باتريك جيلسنجر حققت تقدمًا كبيرًا في السوق بفضل تطويرها لمنتجاتها بمعدل سريع للعودة إلى مقدمة السباق واستعادة ثقة العملاء، وأتى ذلك بزيادة قيمتها السوقية بأكثر من 80 مليارات دولار خلال 2023، ما يعكس جهود جيلسنجر المتواصلة في تحويل إنتل إلى شركة قادرة على المنافسة في السوق العالمي، وإن استمر الحال على نفس النمط؛ فقد تصبح إنتل مهيمنة مجددًا كما كانت في السابق.

تُظهر النجاحات التي حققتها Intel في الفترة الأخيرة أن جيلسنجر يمضي قدمًا نحو تحقيق ما كان يبدو مستحيلًا، مما يعطي أملًا في مستقبل أكثر إشراقًا لإنتل، ومن المؤكد طبعًا أن ذلك يضعه في قائمة أعلى الناس تاثيرًا على مجال التقنية هذا العام.